مجهولة في قلب صعيدي بقلم اسراء ابراهيم حصري على موقع ايام

موقع أيام نيوز

جميلة ده تاني.... انا فسخت الخطوبة
كلهم اټصدمو وسكتو للحظة. وسعد رفع حواجبه بدهشة وزينب حطت إيدها على صدرها وقالت پصدمة
يعني إيه هملتها يا ولدي ده انت كلها كام شهر وكنت هتتجوزها ده انت عاشجها يا نوح
نوح هز راسه بحسم و عينيه فيها لمعة ۏجع
خلاص ياما جميلة معادتش ليا.... اللي متعتبرنيش راجل وتقل مني يبجي بناقص حتي لو عاشجها.... ودي مش اول مرة وانتي خابرة
مريم اتسمرت مكانها ووشها اتغيرو قلبها وقع في رجلها 
يا مرك يا جميلة إنت بتتكلم جد..... خلاص هملتها ليه اكده بس يا نوح... انا السبب
نوح بجمود 
انتي ملكيش صالح يا خيتي واكده ولا اكده كنت هعرف وده اللي كان هيحصل ولا كنتي رايداني افضل متغفل.... اكده احسن
هالة كانت قاعدة ساكتة بس فجأة لقت نفسها بتنطق ڠصب عنها
بس ليه ده كان سوء تفاهم وممكن يتحل يا نوح
الكلمة خرجت منها ناعمة بس وقعت على نوح كأنها حجر.....و لف ليها بسرعة وصوته طلع عالي وكله ڠضب
وانتي مالك عاد! مين جالك تتكلمي في اللي مش يخصك! فاكرة نفسك مننا عشان تتدخلي في حياتي اكده
الصدمة جمدت هالة مكانها و عينيها وسعت والدموع نزلت من غير ما تقصد. وحست إن الأرض بتتهز تحتها كأن الجملة اللي قالها نوح مش مجرد جملة عادية دي كسرتها.... حاولت تستجمع نفسها فقامت وقفت وهي بتتسند عالحيطة عشان لسه ضعيفة من التعب ومسحت دموعها بإيد مرتعشة. من غير ما تقول ولا كلمة مشت بخطوات تقيلة ودخلت أوضتها.
زينب اڼفجرت پغضب
عيب اكده يا نوح! إزاي تزعل البنية وتكسر خاطرها اكده دي غريبة وفي دارنا وهي اللي محتاجة اللي يهون عليها وحبت تراضيك وتقولك كلمة زينة تقوم تكسفها اكده قدامنا كلنا
سعد هز راسه ببطء وقال بصوت حاد
انت مكنتش كده يا ولدي إيه اللي غيرك
نوح نفخ بقوة 
أنا أنا ما قصدتش. بس هي ماكانش ليها تتدخل يا ابوي
مريم بصتله بعيونها المليانة دموع
البنتة مغلطتش يا نوح دي كانت بتحاول تهديك. انت مش شايف خليتها تخاف منك واتكسرت من كلامك كيف ليه تجرحها بالشكل ده
نوح زم شفايفه بقوة وڠضب والعروق باينة في رقبته. وحس نفسه متحاصر ف فجأة قال بحدة
كفاية حديت ملوش عاذة بجي.... أنا مش ناجص حد يعاتبني
ولف من غير ما يبص ورا وخبط الباب برجليه ودخل أوضته.
أما مريم فكانت واقفة مكانها إيدها على بوقها والهم مالي قلبها.
همست پخوف لنفسها
يا ربي جميلة لو افتكرت إني السبب هتقوم الدنيا وهتقوم عاصم عليا ....ربنا يستر أنا عارفة طبعها ما بترحمش.
رفعت مريم عينيها ناحية أوضة هالة اللي الباب بتاعها مقفول وافتكرت اللي عمله نوح
مريم بحزن 
يا ترى البنية بتعمل إيه دلوقت أكيد پتبكي لوحدها... الله يسامحك يا نوح البنتة شكلها ميالة ليك
...............................
بليل الدنيا كلها كانت هادية وهالة خرجت بهدوء من أوضتها شعرها سايب على ضهرها وعينيها منفوخة من العياط وخرجت عشان كانت عطشانة وبتحاول تتحرك على مهلها بس جسمها لسه تعبان.... بس وهي رايحة ناحية المطبخ رجليها خذلتها فجأة وحست إنها هتقع.
بس في لحظة إيد قوية سندتها قبل ما تلمس الأرض. فقلبها دق بسرعة لنا شمت ريحة برفان نوح ولقته هو اللي بيسندها و واقف قدامها ماسكها من دراعها.... قربه منها خلاها تحس بدفا غريب حبته اوي
نوح رفع حاجبه وقال بابتسامة خفيفة حاول يراضيها بيها عن اللي عمله الصبح 
هو انتي كل شوية هتجعي بجي اكده وأنا ألحجك ولا انتي اللي رايداني أبجى ملازم ليكي ليل ونهار
هالة حاولت متتاثرش ووشها فضل مكشر لسه و ردت بصوت زعلان 
مش محتاجة حد يلزمني.... انا عارفة اتصرف كويس
نوح اتنهد و حس بنغزة جوه قلبه من برود ردها وشكلها اللي باين عليه العياط فقال بهدوء
خابر إنك زعلانة مني وخابر إني جرحتك. بس والله ما كنت أجصد انا كنت متعصب.... حديتي خرج من غير ما أفكر.
هالة بزعل وهي بتبص لنوح 
العصبية مش مبرر..... وعموما انا مش زعلانة لانك قولت الحقيقة انا غريبة ومكنش من حقي اتكلم
نوح قرب منها خطوة و بصوته الجذاب قالها 
خلاص بجي ميبجاش قلبك اسود... حجك عليا. سامحيني يا هالة بالله عليكي متسيبنيش شايل ذنبك....ها لسه زعلانة
بصتله هالة فجأة و ابتسمت ابتسامة صغيرة كسرت جمود ملامحها ودي كانت أول مرة يشوف نوح ابتسامتها فقلبه وقف للحظة و حس انه في عالم تاني ودقات قلبه وترته لما عليت بس وقتها افتكر كلام الست العجوزة اللي قابلها من كام يوم لما قالتله... لما هتضحكلك هتحس ان الضحكة دي فيها داهيةهتاخد بيها جلبك وعقلك وتروح وراها اي ناحية
سرح فجأة ونظراته اتعلقت في وشها
هالة استغربت وقالت
مالك يا نوح واقف ساكت كده ليه
انتبه نوح بسرعة وابتسم ابتسامة باهتة يخبي بيها سرحانه
مفيش سرحت بس
سكتت هالة لحظة وبعدين بتردد قالت
نوح ينفع أسألك سؤال
نوح بابتسامة 
اسألي طبعا
جميلة بتردد 
كنت بتحبها بجد.... جميلة يعني
نوح ضحك ضحكة قصيرة حزينة وبص قدام كأنه بيحكي لنفسه
جميلة أنا كنت عايش عليها من وأنا صغير. كنت شايفها غير الكل كنت دايما أعديلها أي غلطة وأجول يمكن تتغير. كل مرة تكذب عليا أجول معلش كل مرة تعمل حاجة ټعصبني أجول ماشي. كنت فاكر إنها هيجي يوم هتحس إني خاېف على اللي بينا وتتمسك بيه. لكن الحجيجة عمرها ما اهتمت. كانت متأكدة إني هسامح مهما عملت. وأنا تعبت خلاص
هالة فضلت ساكتة لحظة و قلبها بيتقبض وهي سامعة نوح وهو بيحكيلها عن حبه لجميلة
وبصوت هادي مليان صدق قالت
اللي بيحب بجد بيشوف اللي بيضايقك وبيبعد عنه.... بيحاول يكون الشخص اللي انت شايفه وحبيته..... مش يخليك تعافر لوحدك كل يوم ويجرحك
كلامها دخل قلب نوح زي الدوا. فضل يبصلها بعمق.... لملامحها البريئة والعيون اللي فيها لمعة حزن صادق.... ضحكتها اللي لسه سايبة أثر جواه. حس روحه بتتشد ليها ڠصب عنه.
قرب منها خطوة صغيرة وعنيه في عنيها 
عندك حج يا هالة في كل كلمة
هالة اتوترت وقلبها دق بسرعة. وقالت بهزار عشان تهرب من إحساسها
إيه انت خاېف احسن اقع تاني عشان كدة قربت ولا ايه
نوح ابتسم ابتسامة خفيفة وفي عينيه لامعة وهو بيرد
لو وقعتي عمري ما هسيبك يا هالة اطمني
لحظة صمت طويلة سيطرت كأن الزمن وقف.... هي قلبها بيدق بقوة.... وهو غرقان في تفاصيلها. كل كلمة كانت بتقرب المسافات اللي بين قلوبهم أكتر وأكتر وكان كلام الست العجوزة كله بيتحقق
.................................
دخلت جميلة من باب البيت بتاع نوح بخطوات واثقة بس عينيها فيها قلق و ابتسامة متصنعة اترسمت على وشها وهي بتسلم على زينب ام نوح.
جميلة بثقة كدابة 
صباح الخير يا عمة
زينب ردت بس كتمت غيظها
صباح الخير يا جميلة.
قعدت جميلة قدامها وحاولت تبين إنها عادية بس زينب ماستحملتش وسألتها بنبرة عتاب واضحة
عاجبك اللي عملتيه يا
جميلة ده مش عيب تخرجي من ورا ولدي وتكدبي عليه
جميلة رفعت حاجبها باستنكار وقالت بضيق
وفيها إيه يعني يا عمة أنا روحت مشوار مع صحبتي الدنيا مش مستاهلة كده واديني جاية اصالحه....
زينب اتنهدت بعمق وبصتلها بنظرة فيها حزم
لا.... مستاهلة. وبما إن نوح مش هنا... فأنا هجولك كلمتين واسمعيهم زين...... انا
تم نسخ الرابط