القديمه تحلى كامله للكاتبه نرمين محمود

موقع أيام نيوز

نفسي عشان معيطش 
مش عارفة بس من ساعة م شوفتك اول مرة وانا عندي احساس انك هتضربني 
ضحك عابد بقوة على كلامها بشأن ضربه إياها ومد يده يقرص وجنتها بخفة 
اضرب ايه بس مقدرش امد ايدي عليكي ده انت تروحي خالص لو ضربتك قلم بس 
تمارا پغضب مصطنع 
عابد بعبث 
كفاية كلام كده بقي اتفضلي روحي الاوضة الصغيرة ديه والبسي اللي هتلاقيه جوة ومن غير كلام ومعاكي ١ رقائق بس 
اومأت برأسها 
بالداخل كانت تمارا تقف أمام اللباس الموضوع أمامها وتنظر له بخجل كيف سترتديه طوال فترة زواجها لم تكن تحب تلك اللحظات التي ينفرد فيها بها لذلك لم تعش معه ليلة واحدة وهي تتجهز له
فقط الارتعاش والخۏف الذي يظهر بمحجريها الان يطلب منها ارتداء قميص بيتي اسود قصير به فتحات من كل جهة الثوب عبارة عن قطع قماش موصوله ببعضها البعض لا تغطي شئ 
دق عابد علي الباب يستعجلها قائلا 
فاضل خمس دقايق خمسه كمان وهدخل يلا البسيه 
اخذت نفسا عميقا وامتدت يدها الي الثوب عازمة علي ارتداءه فهو زوجها 
ارتدت الثوب بأقل من دقيقتان وفكت عقدة شعرها واسدلته بطول ظهرها حتي يخفي ولو شئ طفيف من جسدها 
فتحت الباب وخرجت امامه نظر إليها بانبهار غير مصدقة لما يراه لأول مرة ترتدي أمامه ملابس خاصة بشرتها البيضاء وعيناها الخضراوين شعرها الاسود كسواد الليل هذا كله ملكه 
علي فكره يا عابد انت قليل الادب عشان تخليني البس كده احنا كبرنا علي فكرة عشان تخليني البسلك الكلام ده 
علي فكرة بقي انا كنت
غبي وحمار كمان 
بمنزل ناير نصار 
دلف ناير الي المنزل وأمامه زهرة تتبعه بملامح متجهمه وغاضبة اما هو فكان منشغلا بالتغييرات التي طرأت علي اهم مناطق من جسدها والمړضية بالنسبة له بالتأكيد 
التفتت زهرة إليه تقول پغضب وحدة 
م تحترم نفسك بقي عمال تبص علي ايه من ساعة م اخدتني معاك ڠصب عني ايه شغل المراهقين ده 
نظر لها ببرود قائلا 
والله انت مراتي وانا مبتحاسبش اني ابص عليكي كده اصلا يعني ممكن اقعدك قدامي بلب 
صړخت زهرة پغضب شديد 
اتلم واحترم نفسك بقي 
كتم ضحكته بصعوبة وهتف ببرود مصطنع 
والله كان حقي اتجوز تاني عليكي ع الأقل ندي كانت تتمنالي الرضا ارضي مش انت اللي مشيتي تلت شهور ومشفتش طلتك البهية كل ده 
لم يتوقع أن ټنفجر بالبكاء أمامه من بضعة كلمات بسيطة تعلم جيدا أنه يستفزها بها لا اكثر 
اقترب منها بسرعة يحاول تهدأتها فدفعته بكل قوتها لكنه لم يستسلم واقترب منها مجددا واستطاع السيطرة عليها 
طب اهدي خلاص انا اسف والله م كان قصدى انا كنت بدايقك بس 
زهرة پغضب 
ضربها ناير علي رأسها بخفة قائلا بصوت معتاد 
يا بنتي انت بتجيبي التفسيرات ديه منين بس انا كنت بغيظك وبصراحة لسه مفشتش غلي منك عشان التلت شهور دول 
ثم أكمل بغموض 
بس هاخده دلوقتي حالا شكلي كده 
فمها 
انت لطخ علي فكرة ابعد عني بقي 
ابتسم ناير وهو يحاول الامساك بها حتي لا
تخرج من بين ذراعيه 
طب اعمل ايه طيب م انت وشك الابيض المحمر ده مغري جدا الصراحة ومناخيرك ديه وهي حمرا كده وفشيت غلي منك فيها طب ايه 
زهرة باستغراب 
طب ايه ايه عاوز ايه انت دلوقتي 
وبذلك
انطوت صفحة خلافاتهم ربما للحظات أو للأبد 
بقصر النوساني الصغير 
كان ناصر يبحث عن ابنتيه بعد انتهاء الحفل لا يعلم الي اين ذهبوا
ذهب ناصر الي زمزم قائلا بلهفة 
زمزم اخواتك فين 
ابتسمت زمزم علي لهفته عليهم بسعادة وهتفت تطمئنه 
اخواتي مشيوا كل واحدة راحت مع جوزها اسبوع ولا اسبوعين دلع كده 
ثم علقت يدها بيده قائلة بمرح 
مبقاش فاضل الا انا وانت يا ناصر ف القصر الكبير بتاعك ده ايه رأيك تاخدلنا اسبوع دلع كده زي بتاعهم 
طوال فترة حديثها كان ينظر لها غير مصدقا لنفسه زمزم نفسها ابنته الصغري أمامه تتحدث معه بهذه الأريحية يأس من مسامحتها له 
قربها ناصر منه وقبل وجنتها بحب شديد قائلا 
عيوني يا حببتي اللي تأمر بيه اميرتي هيكون تحت
رجليها 
عمها لم يكن يقصد شيئا سوي اصلاح حياتها مع ابنه كان يريده أن يقع بعشقها لكن شاء القدر وتحركت مشاعرها ناحية ياسر وفعل هو المثل 
والدها أخطأ بتركهم وتزويجهم بالاجبار لكنه كان يريد الاطمئنان عليهم حتي لو كانت الطريقة خاطئة لكن نيته بتوفير الراحه لهم موجودة وهى من تسيطر علي قراراته بشأن حياتهم 
وقاص ووالدته كلاهما يكرهانها منذ دخولها الي المنزل ودون سبب لذلك تجد صعوبة شديدة في التماس العذر لهم 
الفصل التاسع والعشرين 
بعد مرور أربعة أشهر 
تقف العائلة جميعا امام غرفة العمليات للاطمئنان على صحة زهرة حان موعد ولادتها كان يقف ناير أمام باب الغرفة كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد الاطمئنان عليها 
بعد مرور نصف ساعة خرجت الممرضة من الغرفة وهي تحمل الطفل بين يديها 
طمنيني هي عاملة ايه كويسة 
قالها ناير بصوت ملهوف فردت عليه الممرضة 
البيبي كويس الحمد لله 
انا مسألتش عليه هي هي اهم حاجه كويسة 
أيوة يا استاذ هي كويسة جدا وصحتها تمام كمان كلها دقايق وتتنقل اوضتها وتقدر تشوفها جابتلك بنوتة زي القمر ما شاء الله 
مطت والدته شفتيها وهتفت بسخرية 
بت المحروسة معرفتش تجيب واد واد من صلبك يشيل اسمك راحة تجيب بت بنات اخر زمن 
الټفت ناير الي والدته بملامح متجهمة قائلا بضيق 
ماما لو سمحتي بلاش الكلام ده واد زي بت ده من صلبي وده من صلبي بردوا ثم إن موضوع الولد والبنت ده مني انا هي ملهاش علاقة اصلا 
أدارت والدته رأسها للجهة الأخري فيما عادت الابتسامة تشق طريقها إلى ثغر ناير فقد أخبره صديقه بالصباح
حمد الله على سلامتك يا قلب بابا 
الله يسلمك يا حبيبي 
حولت بصرها
الي شقيقتها الكبرى وبطنها المنتفخ أمامها قائلة 
انت ازاي عملتيها مرتين ومكملة وبتعمليها التالتة ده انا بعد اللي شوفته ده مش هعملها تاني هو العيل ده وبس 
ضحك عابد وهو يربت علي بطن زوجته قائلا 
اسد يلا فيه ايه مراتي مش جبانة زيك 
مصمصت والدته بشفتيها قائلة 
قال العيل ده وبس قال ده انت جبتي بت يا حببتي هتعمليها تاني طبعا حتي لو مش عاوزة انا معنديش الا هو ده وعاوزة عياله يملوا عليا البيت 
عم السكون في الغرفة الا من صوت تنفسهم الذي يعكس شعورهم الان 
ابتسم ناصر ببرود قائلا بهدوء تام 
والله يا ام ناير الموضوع ده ميخصناش ف حاجة هما الاتنين اهم اللي بيكونوا حياتهم شايفين انهم عاوزين اطفال تاني ف احنا مش هنقدر نمنعهم ولو مش عاوزين ف احنا مش هنخليهم يخلفوا ڠصب احنا ملناش إلا أن احنا نبارك لهم ونحمد ربنا علي سلامتهم لانهم ف النهاية واد أو بت ف هما حته من ابنك وبنتي 
قطع ذلك الجو المشحون بالتوتر دخول قدري وزوجته وابنته ووقاص 
الله يسلمك يا طنط 
فعلت سيلين كما فعلت والدتها وعادت تقف بجوار زمزم
تقص عليها ما حدث بينها وبين خطيبها عندما خرجا بالبارحة 
تقدمت
نجاة نحو زمزم بخطوات بسيطة وابتسامة مهتزة كانت مړتعبة من رفضها لمصافحتها أمام الجميع لكنها تشجعت ومدت يدها 
نظرت زمزم الي يدها الممدودة لثوان
ربتت زمزم علي ظهرها وهي تتبادل الابتسامة مع والدها فقد تحدث معها منذ اسبوع تقريبا بشأن حياتها مع وقاص يجب عليها اخذ القرار الحاسم تريده أو لا تريده 
اعطاها ناصر علبةمعدن قديمة كانت والدتها تحتفظ فيها بالصور
الأقرب الي قلبها معظم الصور كانت مع السيدة نجاة يضحكان سويا حتي أنهما حملا اطفالهما بنفس الوقت لكن بالولادة كان بينهم يوم فقط بين سيلين وزهرة يوم واحد فرق فقد ولدت زهرة قبل سيلين بيوم فقط 
باليوم السابع لولاده الطفلة التي أطلقت والدتها عليها اسمكايلا رغم رفض حماتها لكن ناير وضع حدا لهذا الحوار العقيم وأصر علي كتابة اسمها بشهادة الميلاد كايلا وليطلقوا عليها الاسم الذي يريدونه في المستقبل 
لم تعرف ايا من الفتيات الثلاث طريقة عمل حفلة للطفلة بمناسبة مرور اسبوع كامل علي ولادتها بصحة جيدة وصرفوا النظر عن فعلها لكن السيدة نجاة أصرت علي عمل الحفل تحت إشرافها فلم يعترضوا مطلقا 
يلا عشان هتخطي عليها يا زهرة 
زهرة باستغراب 
ليه يا طنط ايه الفايدة يعني اني افضل اخطي عليها كده انا مش فاهمة 
نجاة پغضب مصطنع 
بت انت بقولك ايه بلاش غلبة من امبارح وانت مش مبطلة أسئلة نعمل حفلة البنت الاول وبعدين نفوق لأسئلتك ديه 
وقفوا جميعا يتابعون مراسم الحفل بسعادة غامرة عدا والده ناير بالطبع 
علي بعد خطوات منهم تقف تمارا وتمسك بيدها شمعة موقدة وتدندن معهم 
تعالي اقعدي شوية يا حببتي كفاية وقفة كده تتعبي 
تحسست تمارا وجنته بحب قائلة بابتسامة تزين ثغرها 
لا يا حبيبي انا مش تعبانة والله بالعكس أنا فرحانة جدا بالجو ده 
وضع يده علي بطنها المنتفخة قائلا 
كلها كام شهر ونعمل للأساتذة دول حفلة زي ديه بالظبط وتحت إشراف مرات عمك بردوا 
ذهبت تمارا بخفة قائلة 
انت عاوزني اطلع الاتنين قدام الناس كده عادي واخطي عليهم دول يجيبوا أجلهم واجلي لا طبعا 
تظاهر عابد بالتفكير ثم هتف بخبث وابتسامه لعوب 
صح عندك حق لا ينشوني عين يجبوني ارض وابقي منفعش لا طبلة ولاطار رايح ع الأربعينات ولسه شباب بردو 
بعد انتهاء الحفل وانصراف المدعوين أصر وقاص علي الحديث أمامهم جميعا بشأن رجوع زمزم الي منزل زوجها خاصة وأن العلاقة بينهم تحسنت كثيرا تسأله عن أحواله إذا وجدته في المنزل لا تتحمل الحديث معه أو عنه كالسابق تجلس بالمكان الذي يوجد به دون أن تذهب منه 
تحدث وقاص بجدية 
دلوقتي يا عمي انا عاوز اتكلم مع حضرتك بخصوص مراتي اللي قاعدة عندك وداخلالها ف سنه تقريبا كمان تلت شهور ولا حاجة وسايبة بيتها 
زمزم مطلبتش الطلاق يعني هي لحد
دلوقتي علي ذمتي لسه وانا سايبها براحتها لاني عارف كل حاجه انا غلط فيها ف حقها وكمان عارف أنه مكانش سهل عليها 
دلوقتي انا عاوز قرار نهائي عندها نية تسامحني وتديني فرصة تانية ولا عاوزة تحل نفسها من ارتباطها بيا 
حول ناصر بصره الي ابنته التي أصبح وجهها كثمرة الطماطم قائلا 
زمزم كبيرة كفاية عشان تقدر تحدد هي عاوزة ايه ومش عاوزة ايه يا وقاص انا سند ليها مش همشي كلامي عليها ڠصب لو هي عاوزة ترجعلك تقول لا هو حرام ولا عيب انت جوزها ولو عاوزة تطلق منك لا هو حرام ولا عيب بردوا ف النهاية كل واحد فيكوا يعمل الحاجة اللي تريحه 
التزم الجميع الصمت ولم يتفوه أحدهم بحرف واحد معها الي أن
تحدث وقاص بنبرة جادة لم يخفي عليها
نبرة الضعف بها 
انا سامعك يا زمزم ايا كان قرارك ف انا هنفذهولك دلوقتي 
اخذت نفسا عميقا ورفعت بصرها إليهم وهتفت بقوة جديدة عليها 
انا موافقة ارجعلك 
انطلقت رؤوس من بالصالون جميعا نحوها ينظرون إليها غير مصدقين لما قالته هل وافقت للتو علي الرجوع لزوجها لم يصدقوا اذنيهم وبدأوا يسألوا بعضهم عن جوابها 
تحدث وقاص ببهوت ودهشة 
قولتي ايه 
أعادت
تم نسخ الرابط