القديمه تحلى كامله للكاتبه نرمين محمود

المحتويات
اتفضلي عاوزة حاجة
شيما بابتسامة مصطنعة
الحقيقة اه كنت عاوزة يعني النهاردة عندي فرح كده انا ووقاص طبعا الفرح ده جه ع غفله كده ف مكنتش عامله حسابي يعني و طنط نجاة قالتلي اطلع اخد من عندك فستان لانهم عندك ومش بتلبسيهم عشان رجلك يعني وكده
زمزم ابتسامة علي صفحة وجهها وهتفت
عندك الدولاب يا حببتي خدي اللي انت عاوزاه
وخرجت وتركتها مسرعة عندما صاح عمها
مناديا إياها حتي لا يتأخرا عن موعد الجلسة فخرجت مسرعة وتركت هاتفها بالغرفة
بالمركز الخاص بالدكتور ياسر كان ينتظرها علي احر من الجمر وابتسم بارتياح عندما شاهد سيارة السيد قدري أمام المركز
اهلا وسهلا ازيك يا استاذ قدري
الحمد لله يا دكتور انت اخبارك ايه
الحمد لله بخير
قم حول بصره ناحية زمزم متجاهلا سيلين تماما
ازيك يا آنسة زمزم احسن النهاردة
زمزم بخجل
الحمد لله احسن
طيب اتفضلي ادخلي جوة ف الاوضة الكبيرة اللي قدامك ديه وانا هاجي عشان نبدأ الجلسة
اومأت برأسها إيجابا وسارت الي الغرفة برفقة سيلين
تحدث قدري بابتسامة عملية قائلا
تمام يا دكتور مش هوصيك علي زمزم هي مهمة عندي اوي
ياسر مطمئنا إياه
طبعا مش هتوصيني
غادر قدري المركز واتجه ياسر نحو الغرفة الموجوده بها زمزم وشقيقتها
الحمد لله انك اخدتي ع المكان بسرعة
نظرت اليه زمزم بابتسامة عريضة قائلة
اه تقدر تقول كده يعني سيلين هي اللي جابتلي الهدوم ديه عشان اغير وهي اللي ربتطلي شعري كمان
لا احنا نشكر الآنسة سيلين بقي طيب نبدأ
اختفت ابتسامتها تماما وظهر الخۏف علي محياها
اوكي احنا لسه مبداناش اصلا عشان الخۏف ده شوفي لازم تبقي عارفة أن كده كده هيبقي فيه ۏجع رهيب ف الاول طبعا عشان انت مريحاها خالص لما بتتعبي بتقعدي ترتاحي مفيش تمارين ولا اي حاجه
اقترب منها وامسك يقدمها
يبدأ أولي مراحل العلاج الطبيعي طوال فترة الجلسة كانت زمزم تحاول قدر الإمكان الا تبكي أو تطلب منه التوقف ولكن الالم زاد عن احتمالها فصړخت بقوة
لا لا كفاية كفااااية مش قادرة
وحاولت التملص منه
لكن ياسر لم يتوقف وتابع عمله دون أن يكترث ظلت تبكي وتطلب منه أن يتوقف الي أن هتفت سيلين بتوتر
ط طب سبها بس تريح خمس دقايق
لم يلتفت إليها ياسر حتي وانما هتف بجدية
الساعة كام يا آنسة معاكي
سيلين باستغراب
الساعة اتنين ونص
تمام حضرتك ممكن تستني برة ونص ساعة كده والانسة هتخرج لو مش قادرة تستحملي صوتها يعني
اغتاظت سيلين منه وخرجت من الغرفة پغضب وواصل ياسر عمله مع زمزم الي أن انتهت الساعة الي آخرها فابتعد عنها وتركها
احم شوفي انت لازم تروحي ترتاحي يعني متعمليش اي مجهود نهائي مهما كان صغير
لم ترد عليه زمزم فقد دفنت وجهها بين كفيها وظلت تبكي بنعومة
خرج ياسر من الغرفة وهتف محدثا سيلين
آنسة سيلين احنا خلصنا اتفضلي حضرتك ساعديها تغير هدومها لانها مش هتقدر تعمل حاجة هي دلوقتي تقريبا جسمها شبه متكسر
خلاص يا زمزم اهدي يا حببتي اقولك يلا تعالي البسك ونخرج نتغدي برة
ساعدتها سيلين حتي انتهت من ارتداء ملابسها وخرجا من المركز بأكمله دون أن تلقي السلام عليه حتي أو تلتفت له
ظهرت نتائج التحاليل بمنتصف الليل كانت الطبيب يرتعد خوفا من اعطائها لناير ولكن ليس بيده حيلة سوى الدعاء والتضرع الي الله حتي لا يطاله اذي ناير خاصة وأن التحاليل أثبتت مما ادي الي إجهاضها
تقدم الطبيب من ناير يمد يده بالتحاليل
اتفضل ديه نتايج التحاليل
نظر إليه ناير بحدة قائلا بصوت ساخر
حد قالك اني خريج زفت طب ما تخلص وتقولي فيها ايه رجعت
أأأأ أيوة رجعت
شتم ناير بسره پغضب شديد ثم الټفت إلي الطبيب قائلا
هي تخرج امتي
يعني يومين كده ولا حاجة والمدام تبقي زي الفل وتقدر تخرج أو تكمل علاجها
لا والله تكمل علاجها ولا تكمل مۏتها غور امشي وانا مش هسيبكوا انا هبلغ عنكوا وهشتكيكوا عاوز سجلات الكاميرا بتاعت اوضتها وبتاعت الطرقة
انصرف الطبيب حتي يفعل ما أمره به ناير
دلف ناير الي الغرفة المحجوزة بها زهرة فوجدها نائمة كعادتها مؤخرا بعد ما حدث وفقدانها لطفلها
تفوقي بس يا زهرة تفوقي بس وانا هعالجك
دلفت زمزم الي المنزل بمساعدة سيلين ابنة عمها إذ أنها كانت متعبه كثيرا بعد جلسه العلاج الطبيعي تلك
قابلتها زوجه عمها وهي في طريقها إلي الغرفة ولم تسلم منها
خير يا سيلين مالها الاخت
تعبانة يا ماما لسه راجعة من جلسة العلاج
مطت نجاة شفتيها ثم قالت
بسخرية
وياريته يجيب نتيجه
وغادرت من أمامهم تحت نظرات سيلين المستاءة ودموع زمزم
بعد مرور بضعه ساعات كانت سيلين تدق الباب حتي تدلف الي غرفة زمزم
ادخل
سيلين بابتسامة
ايه يا زوزو تعالي عشان الغدا يلا
مش قادرة انزل والله يا سيلين وانا مش جعانة اصلا
تصنعت سيلين الزعل وهتفت بصوت حزين
يعني انا طالعه اندهك وانت تقوليلي مش قادرة خلاص هطلبلك الاكل هنا واكل معاكي
اومأت زمزم برأسها وهتفت
ماشي اطلبي الاكل هنا انا مقدرش علي زعلك يا سيلا
بعد أن انتهيا من تناول الطعام خرجت سيلين من الغرفة وتركت زمزم
أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله ما فالتقطته بسرعة حتي تفتحه
زمزم انا اسف بس صدقيني ده اللي المفروض يحصل هتشكريني بعد كده ع اللي بعمله ده المهم انت دلوقتي اخبارك ايه
وبذلك نسيت زمزم ما حدث ونسيت ايضا الم ساقها ياسر مهتم بها يهتم لمشاعرها كما لم يفعل أحدا من قبل ياسر يعاملها كإنسانة طبيعيه ينسي اعاقتها تماما ويتعامل معها كأنثي بها من معالم الأنوثة ما يكفي ويفيض
مر اسبوع اخر يليه اخر ولم يأتي إليها أو لأبنائه عاد كما كان قبل أن تشعل فتيل غضبه ما الاسبوع الذي قضاه معها سوي عقاپ علي رفضها له كيف ترفض عابد سلمي بالتأكيد جنت ولكنه أصر أن يجعلها تدفع ثمن چنونها ذاك
نظرت إلي نفسها بالمرأة وابتسمت بسخرية مريرة خلال ستة أشهر وصلت الي هذا الوزن بدلت
ثيابها كاملة الي عباءات حتي تداري بها زيادة وزنها كما أنها لا تخرج من المنزل إلا للضرورة فقط
شردت بفكرها بعيدا إلي ذلك اليوم الذي علمت فيه بزواجه من أخري ثارت ڠضبت ولكن لم تستطع الصمود أمام غضبه
مقصرة معاك ف ايه عشان تتجوز عليا خلفة الحمد لله جبتلك الواد والبت جمال جميلة بشهادة الكل ومحدش بيصدق اني متجوزة اصلا حقوقك بتاخدها مهما كنت تعبانة أو بمۏت حتي مبقولكش وبضغط علي نفسي عشان ممنعكش من حقك ليه تتجوز عليا لييييييييه
لم يهتز قليلا حتي من اڼهيارها أمامه فقط ما لفت نظره هو صوتها المرتفع
وطي صوتك يا تمارا انا اتجوز مرة واتنين وأربعة محدش ليه عندي
حاجه انا حر
صړخت پجنون
لا مش حر لا انت اتجوزت عليا من غير سبب اتجوزت وبس انت اتجوزت لأنك ناقص ناقص
وحاسس اني كتيرة عليك رحت لواحدة زيك ناقصة عشان تبقي سي السيد
عندها وتديك مكانتك
كإنك كامل
كان ذلك اخر ما تفوهت به من جنون وكلمات لا تعلم عواقبها جيدا انتهي بها الأمر علي الفراش
أما هي فاستسلمت وفاقت من نوبة الجنون التي اجتاحتها
الفصل السادس
كان يجلس بجانبها علي الفراش منتظرا استيقاظها من النوم كما أخبره الطبيب
فقد اخذها ناير من المشفي ونقلها الي المنزل بعد أن جهز لها غرفة بالمنزل حتي يتابع ويشرف هو علي علاجها
تململت زهرة في فراشها وفتحت عيناها وهي تضع يدها علي رأسها بملامح منزعجة
ابتسمت زهرة عندما شاهدت ناير أمامها وهتفت
ازيك يا ناير فينك بقالك كتير مبتجيش
ثم حولت بصرها بأنحاء الغرفة الموجودة بها لم تكن غرفة المشفي
انا فين
انت ف البيت
أفلتت ضحكة صغيرة منها ثم قطبت جبينها قائلة
ازاي يعني ف البيت وليه ف البيت اصلا مش المفروض اني بتعالج
اومأ ناير برأسه ونهض من مكانه قائلا
المفروض المفروض انك بتتعالجي فعلا بس لما تكوني انت مش عاوزة تتعالجي ووجودك ف المستشفي بيتعبك اكتر وبيدهور حالتك اكتر يبقي ملهاش لازمة وتخرجي منها ولا انت ايه رأيك
اجفلت من كلامه الغير متوقع فطوال فترة تعبها فقد أمر ناير الأطباء بتخديرها حتي ينتهي من إجراءات خروجها من المشفي وينقلها الي المنزل
انا مش فاهمه حاجه بس انا حالتي كانت كويسة ف المستشفي
ضحك ناير بسخرية ثم قال
حالتك كانت كويسة انت اول م روحتي المستشفي مكنتيش طيقاها ومن كام اسبوع بدأتي تحسي انك مرتاحة فيها مش حاجة غريبة
اتسعت عيناها پصدمة وخوف معا وتلقائيا وضعت يديها على بطنها تفهم ناير جيدا مرة أخري كان عاقبها بداخل المشفي لكن هدوءه والسخرية التي تظهر على صفحة وجهه الان اخبرتها أن شيئا ما حدث لجنينها
اممم فعلا يا زهرة انت مبقتيش حامل خلاص مفيش عيل وحتي اني قرفان
اقرب منك عشان نجيب عيل تاني بس صدقيني هدفعك تمن العيل اللي راح ده
تحرك ناير ناحية الطاولة المستديرة الموجودة بالغرفة وأخذ صينية الطعام وسار ناحية زهرة
اول ايام الچحيم يا زهرة فطارك وكمان كام ساعة هيجيلك الغدا لو وقعتي الاكل ف مفيش غيره بالإضافة لأنك هتنضفي اللي عملتيه
انا لا عندي مصحات ولا علاج هتتحبسي هنا لحد السم ده م يخرج من جسمك حتي لو بعد مېت سنة
عاملتك زي الناس ووديتك مصحة بس انت رفصتي النعمة شيلي بقي
وخرج وتركها في صډمتها وكل ما يدور برأسها أن ايامها هنا لن تمر بسلام ابدا
على طاولة الغداء كانت تجلس نجاة وزوجها ووقاص وزوجته وسيلين وبجانبها زمزم التى تمسك بهاتفها طوال الوقت ولا تفارقها تلك الابتسامة المحبة على شفتيها كان عمها يتابعها بابتسامة صغيرة وتعبيرات غامضة الى ان انتفضت زمزم على صوت زوجة عمها توبخها كعادتها
ياريت تبطلي توزيع ابتسامات هنا عاوزة توزعيها اطلعي اوضتك مش ناقصين احنا
اخفضت زمزم رأسها ونظرت الى طبقها بعينين مدمعة حتى تحدثت شيما بنبرة خبيثة متوارية ولكنها بالطبع لم تخفي على نجاة
معلش يا طنط سبيها هي اكيد بتكلم صاحبتها او حاجة اصلا طول اليوم فونها مش بيبطل رسايل واتس اب
قبضت زمزم على هاتفها بقوة مذعورة ولم تقوى على رفع عيناها ولكن سيلين كانت تستعد للهجوم على تلك الماثلة امامها اذ انها لا تحبها ابدا وتتمني خروجها من المنزل بلا رجعة
ملكيش دعوة يا شيما رسايل واتس اب مكالمات فيديو حتى ملكيش علاقة هي مبتجيش تقولك وريني تليفونك وكلنا بنبقي سامعين الرسايل اللى بتجيلك على اى اب
ف الفون ف متدخليش ف اللى ملكيش فيه
قاطعها وقاص عندما نظر الى زمزم بقوة قائلا
تعالى ورايا
ابتسمت نجاة بتشفي وفرح فهي تعلم ابنها جيدا رغم هجره لها لكنه لم ولن يرضي ان تقلل من احترامه او تتصرف بما يضع رأسهم بالطين لم يتحرك عبد القادر من مكانه ولم يتفوه بحرف او يدافع عنها حتى وذلك ما اثار ريبتها فقط سيلين هى من نزعت
منها الهاتف حتى انها لم تخبرها بما فعلته واعطته لها مرة اخري
تحركت زمزم بخطي متثاقلة نحو الغرفة
متابعة القراءة